وَإِذَا كَانُوا
لَو دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا مَعَ قَصْدِهِمْ طَاعَةَ اللهِ، فَكَيْفَ
بِمَنْ حَمَلَهُ عَلَى مَا لاَ يَجُوزُ مِنَ الطَّاعَةِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ
الدُّنيَويَّةُ.
وَكَيفَ بِمَنْ
دَخَلَهَا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ وَأَوْهَمُوا الجُهَّالَ أَنَّهُ مِنْ
مِيرَاثِ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ عليه السلام ؟!
*****
إذا كان من تأول أن
هذا طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وفعل المعصية متأولاً أنه لا يخرج من
النار لو دخلها، فكيف بغير المتأول؟
قصد الشيخ رحمه الله
بهذا المشعوذين، الدجاجلة، السحرة، الذين يمارون الناس أنهم يدخلون النار، ولا
تحرقهم، ولا يتضررون بها، وهم يعتبرون هذا من الكرامات - من كرامات الأولياء-، وهم
لم يدخلوا النار، وإنها عملوا السحر الذي يروج على الناس، ويخيل عليهم أنهم دخلوها
وهم لم يدخلوها؛ يعملون القُمْرة، يُري الناس أنه يأكل المسامير، وأنه يبلع
الزجاج، وأنه يدخل النار، وأنه يأكل السم... إلى آخره.
كل هذا كذب، لا
يعملون هذا، إنما يروجون على الناس بالسحر والقمرة؛ كما قال جل وعلا: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن
سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه: 66].
قوله: ﴿أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾، وهي حبال العصي.
ولكن حشوها بالزئبق، وجعلوا القمرة، ولهذا قال جل وعلا: ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ﴾ [الأعراف: 116].