فَإِنْ قِيلَ:
كَيفَ ذَلِكَ وَهُمْ مُتَأَوِّلونَ طَاعَةَ اللهِ وَرَسُولِهِ؟.
قِيلَ: لَمَّا
هَمُّوا بِالُمَبادَرَةِ مِنْ غَيْرِ اجْتِهَادٍ مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّ اللهَ
نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِ أَنْفُسِهمْ، لَمْ يُعْذَرُوا.
وَإِذَا كَانَ
هَذَا فِيمَنْ عَذَّبَ نَفْسَهُ طَاعَةً لأُِوليِ الأَمْرِ المَأْمُورِ
بِطَاعَتِهِمْ، فَكَيفَ بِمَنْ عَذَّبَ مُسْلِمًا لا يَجُوزُ تَعْذِيبُهُ طَاعَةً
لأِوَليِ الأَمْرِ ؟!
*****
أي: كيف لا يخرجون
من النار، وهم دخلوها متأولين؟
لأنهم أخذوا بظاهر
الآية، وعملوا بها، فلا يكون هذا عذرًا لهم، هذا هو الإشكال، في الجواب؟
عندهم أدلة على
الامتناع، وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ،
إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ»، وهذه معصية، فعندهم علم في هذا، وأن
الطاعة ليست مطلقة، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه مطلقة، وأما طاعة ولي
الأمر، فإنها مقيدة؛ لئلا تكون في المعصية.
الولاة؛ الأمراء الذين يعذبون الناس طاعةً للرؤساء والملوك و السلاطين لا يجوز لهم هذا؛ لأنهم أطاعوا في المعصية، فلا يطيعوه، إذا أمر ولي الأمر بتعذيب الناس الأبرياء، فلا يجوز للوالي أن يعذبهم.