×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَأَقَامَ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ إِلَى شَوَّالٍ يَبْعَثُ السَّرَايَا، مِنْهَا سَرِيَّةُ ابْنِ حُذَافَةَ الَّذِي أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ النَّارِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» ([1]).

*****

أقام صلى الله عليه وسلم بعد قدومه من خيبر إلى شهر شوال يبعث السرايا إلى الجهاد، والسرية قطعة من الجيش ([2]).

عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج بهم، فأغضبوه، فقال: «فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا»، فأشكل عليهم هذا: السمع والطاعة يجب عليهم، لكن هل يطيعونه في هذا أو لا؟ أشكل عليهم، «وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ»، فامتنعوا من دخول النار، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ»، ودخول النار منكر.

قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النساء: 59]، طاعة ولي الأمر لا تكون إلا بالمعروف، أما المحرم، لا، والمعصية، لا: «لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ».


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).

([2])  انظر: الصحاح (6/2375)، ولسان العرب (14/383)، والمصباح المنير (1/275)، وتاج العروس (38/ 264).