وَأَقَامَ صلى
الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ إِلَى شَوَّالٍ يَبْعَثُ السَّرَايَا، مِنْهَا
سَرِيَّةُ ابْنِ حُذَافَةَ الَّذِي أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ النَّارِ،
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ
فِي الْمَعْرُوفِ» ([1]).
*****
أقام صلى الله عليه
وسلم بعد قدومه من خيبر إلى شهر شوال يبعث السرايا إلى الجهاد، والسرية قطعة من
الجيش ([2]).
عبد الله بن حذافة
السهمي رضي الله عنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج بهم، فأغضبوه، فقال: «فَاجْمَعُوا
لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ:
ادْخُلُوهَا»، فأشكل عليهم هذا: السمع والطاعة يجب عليهم، لكن هل يطيعونه في
هذا أو لا؟ أشكل عليهم، «وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ:
فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا
حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ»، فامتنعوا من دخول النار، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ
القِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ»، ودخول النار منكر.
قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59]، طاعة ولي الأمر لا تكون إلا بالمعروف، أما المحرم، لا، والمعصية، لا: «لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).