وَلأَنَّهُ لاَ
يُفَوِّتُ المُبَادَرَةَ؛ فَإِنَّهُمْ فِي شَأْنِهَا.
وَفِيهِ:
تَنْبِيهٌ عَلَى اجْتِنَابِ الصَّلاَةِ فِي أَمْكِنَةِ الشَّيْطَانِ، كَالحَمَّامِ
بِطَرِيقِ الأَوْلى.
وَلمَّا
رَجَعُوا، رَدَّ المُهَاجِرُونَ إِلَى الأَْنصَارِ مَنَائِحَهُمُ.
*****
أو السر في ذلك أن
الوادي الذي ناموا فيه حضرهم فيه الشيطان، وهو الذي أنام بلالاً، الشيطان ضرب على
أذنه، فنام، أو على عينه، فنام. فدل هذا على أن المكان الذي فيه الشيطان لايصلى
فيه، ولا يدل على جواز تأخيرها عن وقتها إذا ذكرها أو استيقظ، إنما تأخيرها هنا
لعذر.
لأن انتقالهم لأجل
الصلاة، فهم في شأن الصلاة، فإذا أخرها من أجل أن يستعد لها، أو أن يتوضأ لها، فلا
بأس بذلك.
إذا علمت بذلك، فلا
تصل في المكان الذي فيه شيطان.
كيف تعلم أن هذا
مكان شيطان؟ مثل: الحمام، والحش، مواطن الشياطين، فلا يصلى فيها ([1]).
لأن الأنصار رضي الله عنه منحوا المهاجرين لما هاجروا إليهم منائح من الغنم والبقر، يشربون من ألبانها، فلما رجعوا، وأغناهم الله عز وجل بالمغانم، ردوا المنائح إلى أهلها.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (346)، وابن ماجه رقم (746)، والبيهقي في السنن الصغرى رقم (243).