خَرَجَ لَهُ صلى
الله عليه وسلم سَنَةَ ثَمَانٍ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ ذَكَرَ
القِصَّةَ ([1]).
وَفِيهَا
مِنَ الفِقْهِ: أَنَّ أَهْلَ الْعَهْدِ إِذَا حَارَبُوا مَنْ فِي ذِمَّةِ
الإِمَامِ صَارُوا حَرْبًا لَهُ، فَلَهُ أَنْ يُبَيَّتَهُمْ، وَلاَ يُعْلِمَهُمْ
عَلَى السَّوَاءِ،
*****
خرج صلى الله عليه
وسلم في سنة ثمان، فالفتح في سنة ثمان من الهجرة.
فلما أن بلغ الرسول
صلى الله عليه وسلم أن قريشًا قد خانت العهد الذي بينها وبينه في صلح الحديبية؛
لأنه لما جرى الصلح وأبرم العقد، دخلت قبيلة خزاعة في ذمة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ودخلت بنو بكر في ذمة قريش، فبعد ذلك أغارت قبيلة بكر حلفاء قريش على خزاعة
حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتقض بذلك عهد أهل مكة، ولما انتقض عهدهم،
غزاهم صلى الله عليه وسلم.
ذكر قصة الفتح
الأعظم، وما جرى فيها، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بجيش يتكون من عشرة آلاف
مدججين بالسلاح، دخل صلى الله عليه وسلم من غير إحرام هو وأصحابه على رأسه المغفر،
دخلوها، وفتحها الله جل وعلا لهم.
لأن قريشًا حاربوا خزاعة -وهم في ذمة الرسول صلى الله عليه وسلم -، فخانوا بذلك العهد، فالرسول صلى الله عليه وسلم باغتهم، ولم يلق إليهم نقض العهد؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].
([1]) انظر غزوة الفتح الأعظم في: سيرة ابن هشام (2/389)، والروض الأنف (7/191)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/526)، والبداية والنهاية (6/508).