وفي «صحيح ابن حبان»
أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، بَكَتِ امْرَأَتُهُ،
فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: تَمُوتُ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ، وَلَيْسَ
عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، وَلاَ يَدَانِ لِي فِي تَغْيِيبِكَ، فَقَالَ: لاَ
تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا
فِيهِمْ: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ فَيَشْهَدُهُ
عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ فِي
قَرْيَةٍ، فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ،، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، فَأَبْصِرِي
الطَّرِيقَ،.
*****
لا يوجد إلا هو وامرأته في الفلاة، لا يوجد
عندهم أحد، أصابه مرض الموت، وعنده امرأته.
قال صلى الله عليه
وسلم في هؤلاء: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ
يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»، وهؤلاء الذين كانوا مع أبي ذر
كلهم ماتوا في بلادهم، ولم يبق إلا أبو ذر، فعلم أنه هو الرجل.
قال لها: «مَا
كَذَبْتُ»؛ أي: في ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «وَلاَ كُذِّبْتُ»؛ أي: فيما قاله الرسول، سيحصل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.