قَالَتْ: فكنت
أَشْتَدُّ إِلَى الْكَثِيبِ أَتَبَصَّرُ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأُمَرِّضُهُ،
فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ
الرَّخَمُ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ، قَالَتْ: فَأَشَرْتُ إِلَيْهِمْ فَأَسْرَعُوا،
حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا أَمَةَ اللَّهِ مَا لَكِ؟ قُلْتُ:
امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ فَتُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟
قَلت: أَبُو ذَرٍّ. قَالُوا: صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَسْرَعُوا
إِلَيْهِ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَبْشِرُوا، فَإِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَهُمُ الْحَدِيثَ.
ثُمَّ قَالَ:
أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لِي أَوْ لاِمْرَأَتِي
لَمْ أُكَفَّنْ إِلاَّ فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لَهَا، إِنِّي أُنْشِدُكُمُ
اللَّهَ أَنْ يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ
بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا، ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ إِلاَّ مَنْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ
إِلاَّ فَتًى مِنَ الأَْنْصَارِ، قَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ يَا عَمِّ، أُكَفِّنُكَ
فِي رِدَائِي هَذَا، وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي، قَالَ:
أَنْتَ فَكَفِّنْنِي، فَكَفَّنَهُ الأَْنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ
حَضَرُوا، وَقَامُوا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ ([1]).
*****
أي: لا يريد واحد متوليًا وظيفة، لا يريد
واحدًا يكفنه وهو متولٍ وظيفة، يريد واحدًا غير موظف، وأين هذا الآن؟ الذي ليس
موظف يقولون: هذا عاطل.
أي: هؤلاء الجماعة من اليمن.
([1]) أخرجه: ابن حبان في صحيحه (15/ 57) وأحمد في مسنده (35/371)، والحاكم في المستدرك (3/388).