وفي «صحيح مسلمٍ»
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل وصوله إلى تبوك: «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا،
إِنْ شَاءَ اللهُ، عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ،
فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ»، قَالَ:
فَجِئْنَا وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهَا رَجُلاَنِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ
بِشَيْءٍ مِنْ مَائِهَا، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «هَلْ مَسَسْتُمَا
مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟» قَالاَ: نَعَمْ، فَسَبَّهُمَا، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ
اللهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلاً
قَلِيلاً، حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم فِيهِ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ الْعَيْنُ
بِمَاءٍ كَثِيرٍ، فَاسْتَقَى النَّاسُ .
ثُمَّ قَالَ: «يُوشِكُ
يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا»
([1]).
*****
هذا من معجزاته صلى
الله عليه وسلم؛ أن الماء القليل إذا وضع فيه يده، أو اغتسل فيه؛ فإنه يفور بكثرة،
فهذا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «قَدْ مُلِئَ
جِنَانًا»؛ أي: بساتين، والآن -كما تعلمون- تبوك، ما فيها من البساتين ومن
الإنتاج، وكانت في البداية صحراء قاحلة، ليس، هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم،
وقد حصل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وصارت تبوك جنانًا؛ أي: بساتين.
فقوله: «جِنَانًا»؛ جمع جنة، وهي البستان.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (706).