ولما انتهى إلى
تبوك أتاه صاحب أيلة، فصالحه وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جربا وأذرح، فأعطوه الجزية.
وكتب لصاحب أيلة:
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَحْنَةَ بْنِ رُؤْبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ، لِسُفُنِهِمْ
وَسَيَّارَتِهِمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ، وَذِمَّةُ
النَّبِيِّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْيَمَنِ
وَأَهْلِ الْبَحْرِ، فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْهُمْ حَدَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَحُولُ
مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ، وَإِنَّهُ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ، وَإِنَّهُ لاَ
يَحِلُّ أَنْ يَمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ وَلاَ طَرِيقًا يَرِدُونَهَا، مِنْ
بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ» ([1]).
ثم بعث خالد بن
الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل، وقال: «إِنَّكَ
سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ» ،
****
صاحب أيلة من
النصارى، نصراني.
دومة الجندل التي هي
الآن الجوف، تسمى الآن الجوف.
أي: بقر الوحش.
([1]) أخرجه: ابن زنجويه في الأموال (2/463)، والقاسم بن سلام في الأموال (1/258)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار(13/389)، من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه وانظر: سيرة ابن هشام (2/ 525).