فمضى خالد حتى
إذا كان من حصنه بمنظر العين فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، وَهُوَ عَلَى السَّطْحِ،
ومعه امْرَأَتِهِ، فباتت بقر الوحش تحك بقرونها باب القصر، فقالت امرأته: هَلْ
رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ لاَ وَاللَّهِ ، فركب فرسه، ومَعَهُ نَفَرٌ مِنْ
أَهْلِ بَيْتِهِ، منهم أخ له يُقَالُ لَهُ: حَسَّانُ، فلما خرجوا تلقتهم خَيْلُ
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته، وقتلوا أخاه، وعليه قباء مخوص بالذهب،
فاستلبه خالد، وبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).
ثم قدم بالأكيدر
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقن دمه وصالحه على الجزية وكان نصرانيًّا.
وقال ابن سعدٍ: «أجاره
خالد من القتل» ([2]) ومع
خالد أربعمائةٍ وعشرون فارسًا على أن يفتح له دومة الجندل، ففعل، وصالحه على ألفي
بعيرٍ وثمانمائة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمحٍ .
*****
هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
هذا كله بعد الشدة، الفرج بعد الشدة، جاءت الأموال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3037). والقصة رواها ابن هشام في سيرته (2/526)، وطبقات ابن سعد (2/126).