×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فمضى خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، وَهُوَ عَلَى السَّطْحِ، ومعه امْرَأَتِهِ، فباتت بقر الوحش تحك بقرونها باب القصر، فقالت امرأته: هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ لاَ وَاللَّهِ ، فركب فرسه، ومَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، منهم أخ له يُقَالُ لَهُ: حَسَّانُ، فلما خرجوا تلقتهم خَيْلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته، وقتلوا أخاه، وعليه قباء مخوص بالذهب، فاستلبه خالد، وبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).

ثم قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقن دمه وصالحه على الجزية وكان نصرانيًّا.

وقال ابن سعدٍ: «أجاره خالد من القتل» ([2]) ومع خالد أربعمائةٍ وعشرون فارسًا على أن يفتح له دومة الجندل، ففعل، وصالحه على ألفي بعيرٍ وثمانمائة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمحٍ .

*****

  هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

هذا كله بعد الشدة، الفرج بعد الشدة، جاءت الأموال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


الشرح

([1])   أخرجه: أبو داود رقم (3037). والقصة رواها ابن هشام في سيرته (2/526)، وطبقات ابن سعد (2/126).

([2])   انظر: طبقات ابن سعد (2/126).