×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

 أن يصلي فيه من أجل تمام التمويه على الناس، فيقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره، وصلى فيه، و دعا له بالبركة، هذا من باب التمويه.

صادف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتجهز للسفر لغزوة تبوك، فوعدهم صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان صلى الله عليه وسلم لا يمتنع من أمور الخير، ويتألف الناس -أيضًا-، وعدهم أنه إذا رجع من تبوك، يصلي فيه، فهم بنوا على هذا الوعد، ينتظرونه.

فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، ولم يبق على وصوله المدينة، إلا ساعة، نزل عليه الوحي من الله جل وعلا بشأن هذا المسجد والذين اتخذوه، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادٗا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ [التوبة: 107].

ثم قال تعالى:﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ ١٠٨ أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠٩ لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 108- 110].

قوله تعالى: ﴿مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا؛ أي: يريدون أن يضاروا مسجد قباء.

وقوله: ﴿لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ؛ أي: أبي عامر الفاسق.

وقوله: ﴿وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ؛ أي: يقولون: نريده لليلة المطيرة وللعاجز والمريض، إلى آخره.


الشرح