قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾ [البقرة: 155-
157].
****
قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ هذا ختام الآية، التي أخبر
الله سبحانه وتعالى فيها أنه يبتلي عباده بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات، فالمسلم يقابل هذا بشيئين:
الشيء الأول: الصبر والاحتساب
وعدم الجزع.
والشيء الثاني: الدعاء بقوله
تعالى: ﴿إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾، فهذا إخبار ودعاء.
وقوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ﴾؛ أي: الصابرين، قال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ﴾.
فقابلوا المصيبة
بشيئين:
الشيء الأول: بالصبر؛ كما في
قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ﴾.
الشيء الثاني: الدعاء؛ كما في
قوله تعالى:﴿ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ﴾
ثم أخبر سبحانه
وتعالى عن ثمرة ذلك، فقال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾.
قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ﴾؛ أي: الصابرين، الذين يقولون: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ عند المصيبة.