ثم ذكر علاج
الاسترجاع، ثم قال: وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعها له؛
*****
قوله: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾؛ أي: بشرهم، أخبرهم بخبر
سار يظهر أثره على بشرتهم.
وقوله: ﴿صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ﴾؛ أي: ثناء من الله
عز وجل، فصلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى؛ الملائكة.
وقوله تعالى: ﴿وَرَحۡمَةٞۖ﴾؛ أي: أن الله
سبحانه وتعالى يرحمهم، ويرفع عنهم ما أصابهم.
والصلوات غير
الرحمة؛ فالصلاة هي الثناء من الله ([1])، والرحمة هي صفة من
صفات الله، وتكون آثارها طيبة على العبد.
وقوله: ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾؛ أي: الذين قابلوا بالصبر والدعاء، فإن الله سبحانه وتعالى يهديهم للحق
والاحتساب؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ
بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التغابن: 11].
قوله: ﴿بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾؛ أي: بقضائه وقدره.
وقوله: ﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ قال علقمة: «هُوَ
الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ,فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ
فَيُسَلِّمُ لَهَا وَيَرْضَى» ([2]). فهذا يهديه الله
عز وجل.
وهي قوله تعالى:﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156]. هذه الكلمة أبلغ العلاج.
([1]) انظر: كتاب (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام): (ص 253-276)، و (بدائع الفوائد): (1/44-47) لابن القيم رحمه الله.