×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم ذكر علاج الاسترجاع، ثم قال: وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعها له؛

*****

 قوله: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ؛ أي: بشرهم، أخبرهم بخبر سار يظهر أثره على بشرتهم.

وقوله: ﴿صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ؛ أي: ثناء من الله عز وجل، فصلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى؛ الملائكة.

وقوله تعالى: ﴿وَرَحۡمَةٞۖ؛ أي: أن الله سبحانه وتعالى يرحمهم، ويرفع عنهم ما أصابهم.

والصلوات غير الرحمة؛ فالصلاة هي الثناء من الله ([1])، والرحمة هي صفة من صفات الله، وتكون آثارها طيبة على العبد.

وقوله: ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ؛ أي: الذين قابلوا بالصبر والدعاء، فإن الله سبحانه وتعالى يهديهم للحق والاحتساب؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [التغابن: 11].

قوله: ﴿بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ؛ أي: بقضائه وقدره.

وقوله: ﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ قال علقمة: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ,فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيُسَلِّمُ لَهَا وَيَرْضَى» ([2]). فهذا يهديه الله عز وجل.

وهي قوله تعالى:﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]. هذه الكلمة أبلغ العلاج.


الشرح

([1])  انظر: كتاب (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام): (ص 253-276)، و (بدائع الفوائد): (1/44-47) لابن القيم رحمه الله.

([2]) أخرجه: الطبري في تفسيره (28/ 123)، والبخاري معلقًا - كتاب التفسير، باب تفسير سورة التغابن- (ص 929)، والبيهقي في الكبرى (4/66)، وشعب الإيمان (7/196)، وانظر: تفسير ابن كثير (4/ 376).