وفي المسند: «أنه
صلى الله عليه وسلم كَانَ، إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، فزع إِلَى الصَّلاَة» ([1]).
*****
هذا مما تعالج به
المصائب: الصلاة؛ كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ
وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153]،
الصلاة تعين على الشدائد والكربات، فإذا أردت أن يفرج الله همك، فحافظ على الصلوات
الخمس دائمًا وأبدًا؛ فإنها مما يعينك على مشاق هذه الحياة.
قوله: «كَانَ صلى الله
عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ»؛ أي: اشتد به حال، فإنه يفزع إلى الصلاة؛
لقوله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 45].
ولكن الصلاة خفيفة
أو ثقيلة، الصلاة ثقيلة على المنافقين وقليلي الإيمان؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45].
وأما الخاشع، فإنها تكون خفيفة عليه، يتلذذ بها، ويطمئن فيها، وأما المنافق وضعيف الإيمان، فتكون ثقيلة عليه، وإذا دخل فيها، يحاول الخروج منها بسرعة، يخفف الصلاة، يسابق الإمام، فيريد الخروج؛ لأنه في سجن، دخل في سجن، أما المؤمن، فإنه دخل في جنة ولذة.
([1]) أخرجه: أحمد (38/ 330).