وللترمذي عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ» ([1]).
*****
الرسول صلى الله
عليه وسلم يصيبه الهم، ويصيبه الحزن، وتصيبه الكربات، فيستعين بهذا الدعاء؛ فيزيل
الله عنه ذلك.
ولذلك ينبغي على
المسلم أن يتعلم هذه الأدعية؛ لأنه بحاجة إليها.
قوله: «يَا حَيُّ، يَا
قَيُّومُ»؛ أي: دعاء، يتضرع إلى الله عز وجل، الله جل وعلا هو الحي القيوم،
الحي الذي لا يموت، ولا يعتريه نوم ولا موت؛ حياة كاملة، حياة المخلوق حياة ناقصة،
يعتريها النوم، ويعتريها الموت، وأما حياة الله، فهي دائمة، قال تعالى: ﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ
وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ﴾ [البقرة: 255]. حياته كاملة، هذه صفة ذاتية، والقيوم هذه صفة فعلية؛
القائم بمصالح عباده.
في قراءة: «القيام»
([2]) والقيوم بمعنى
واحد، الذي قام بنفسه -سبحانه- وأقام عباده، فهو القيوم، وهذه ترجع إليها كل صفات
الأفعال، والحي ترجع إليها كل صفات الذات.
وقوله: «بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ»، هذا من التوسل إلى الله جل وعلا بصفته -الرحمة-، والتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته مشروع.
([1]) أخرجه: الترمذي (3524).