×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فأرشدهم إلى إدخال ما يقِيم البدن من الطعام والشراب عِوَضَ ما تحلل منه، وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن في الكمية والكيفية، فحفظ الصحة في هاتين الكلمتين .

ولما كانت الصحة والعافية من أَجَلِّ النعم، بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق، فحقيق بك حفظها.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» ([1]).

*****

 قوله: «في هاتين الكلمتين»؛ أي: قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ. إذا ترك الأكل والشرب، مات، أو أصيب، أو ضعف؛ ولكن يأكل بقدر، ويشرب بقدر، ولا يسرف؛ لأن الأكل إذا كثر، يضر، بدل أنه ينفع يضر، كذلك الشرب إذا كثر، يضر، بقدر أنه ينفع إذا كان باعتدال.

لاشك في أن الصحة والعافية ليست أجلَّ النعم، لكنها من أجلِّ النعم. العافية في البدن والصحة في البدن من أجلِّ النعم على العبد، وسيأتي دليل على هذا.

قوله: «العافيةُ المُطلقةُ»؛ أي: العافية من الكفر، ومن الشرك، ومن النار، ومن الأشرار هي أجل النعم، إذا عافاك الله معافاة مطلقة، هذا أجل النعم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَغْبُونٌ فِيهِمَا»؛ أي: محسود فيهما كثير من الناس.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6412).