×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

        وفي الترمذي وغير مرفوعًا: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» ([1]).

*****

لا نفكر في هاتين النعمتين، ما هما؟ الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ.

الصحة بدل المرض، والفراغ بدل الانشغال الفكري والانشغال الجسمي، فراحة الجسم نعمة.

قوله صلى الله عليه وسلم: «سِرْبِهِ»؛ أي: مسكنه.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ, آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ»؛ تمت عليه النعمة، وهي الأمن والعافية وتوفر الغذاء اليومي، هذا كأنما سيقت له الدنيا؛ لأن الدنيا هي هذه الأمور، ما زاد عن هذه الأمور، فلا حاجة بك إليه. والحمد لله عندنا هذه الأمور متوفرة، نحمد الله ونشكره، ونسأله أن يحفظها علينا.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ»؛ أي: اجتمع له العافية والأمن وتوفر القوت، تكاملت عنده النعم، الحمد لله.

وقوله: «فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، ما القصد من الدنيا إلا هذه الأمور الثلاثة، فإذا توفرت، كأن الدنيا كلها حيزت لك؛ أي: بيدك.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2346)، وابن ماجه رقم (4141)، والبخاري في الأدب المفرد رقم (300)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/320)، والبيهقي في شعب الإيمان (13/10).