×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فأخبر -سبحانه-: أن ما أفاء على رسوله بجملته لمن ذكر في هذه الآيات، ولم يخص خمسه بالمذكورين، بل عم وأطلق واستوعب، فيصرف على المصارف الخاصة، وهم أهل الخمس، ثم على المصارف العامة، وهم المهاجرون والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة.

فالذي عمل به هو وخلفاؤه هو المراد من الآيات، ولهذا قال عمر رضي الله عنه: «وَاللَّهِ مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَالِ مِنْ أَحَدٍ، وَمَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ، وَاللَّهِ مَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ إِلاَّ وَلَهُ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبٌ إِلاَّ عَبْدًا مَمْلُوكًا، وَلَكِنَّا عَلَى مَنَازِلِنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَسْمِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَالرَّجُلُ وَبَلاؤُهُ فِي الإِْسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَقَدَمُهُ فِي الإِْسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَغَنَاؤُهُ فِي الإِْسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَحَاجَتُهُ،

*****

إلى يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا؛ يتولون الصحابة من المهاجرين والأنصار.

قوله: «بِهَذَا الْمَالِ»؛ أي: بيت مال المسلمين.

قوله: «فَالرَّجُلُ وَبَلاؤُهُ فِي الإِْسْلامِ»؛ أي: ما يقدمه في الإسلام من جهاد ودعوة إلى الله، مجهود في الإسلام، هذا يعطى، وأيضًا ينفل.


الشرح