لأن الشهوة موجودة
بين الرجل والمرأة، فإذا جلس بعضهم إلى بعض، واختلطوا، يكون الزنا قريبًا،
فالشيطان حاضر، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ،
فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» ([1]).
يقولون أنتم تُسيئون
الظن، وأنتم متشائمون، لسنا متشائمين؛ لكن هذا واقع، فإذا تركت هذه الوسائل -التي
منعها الله، وحمى بها الفروج-، وقع الزنا، ولا شك.
حتى الرجل الصالح الدين عليه خطر من المرأة، لا سيما إذا كانت جميلة وخلا بها، أو سافر بها، أو شاركته في العمل، أو جلست إلى جنبه على كرسي الدراسة أو الامتحان، أو في المقابلات، أو في التلفزيون، أو في الإذاعة، زميلته مذيعة بجانبه متجملة، وهو شاب -يا سبحان الله-؛ أي: تُحضر البنزين عند النار، وتقول: لا، البنزين وحده والنار وحدها. هذا مَثَلهُ، بل أشد من البنزين والنار، الشهوة -والعياذ بالله - عارمة، ولذلك الله جل وعلا جعل حواجز من الوقوع في الزنا، إذا حوفظ عليها، قَلَّ الزنا، أو انقطع، وإذا ضيعت، وقع الزنا بلا شك، مهما كان إذا كان فيهم دين، وفيهم حياء ما يؤمن الزنا على ابن آدم إلا بالوسائل التي تمنع منه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم:(2165)، وأحمد رقم (177)، والبزار (9/271)، وابن حبان (12/400)، والطبراني في الصغير (1/158)، والحاكم (1/197).