فلما دنا من
المدينة خرج الناس لتلقيه، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:
طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا *** مِنْ ثَنِيَّاتِ الوَدَاع
وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا *** مَا دَعَا للهِ دَاع.
*****
وقوله: ﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ﴾؛ أي: لا تصل فيه.
وقوله: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى
ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ﴾؛ أي: مسجد قباء.
فكشف الله عز وجل
أمر هذا البناء، وأهداف من بنوه، فضحهم في ذلك، ونهى نبيه أن يصلي فيه.
فأرسل النبي صلى
الله عليه وسلم هذين الرجلين؛ لأنهما من الحي نفسه من المسلمين، فأشعلا فيه النار،
وهدماه، وانتهى أمره -والحمد لله-، هذه قصة مسجد الضرار. انتهى أمر المسجد -
والحمد لله.
وفي قوله تعالى: ﴿أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ﴾؛ النبي صلى الله
عليه وسلم كان يخرج إلى مسجد قباء كل سبت، ويصلي فيه، ماشيًا وراكبًا، يصلي في
مسجد قباء ([1])، فثبتت هذه السنة
إلى يوم القيامة؛ أن من كان مقيمًا في المدينة، وزائرًا للمدينة؛ أنه يذهب إلى
مسجد قباء، ويصلي فيه؛ كما أمر الله نبيه بذلك، فبقي هذا المسجد - ولله الحمد-،
والمسلمون يخرجون إليه، ويصلون فيه.خرج المسلمون يستقبلون الرسول صلى الله عليه
وسلم فرحين بقدومه، وخرج الرجال والنساء والولائد -أي: الجواري الصغار-، ينشدن:
طـلـع الـبـدر عـلـيـنا*** مـن ثـنـيـات الـوداع
وجـب الـشـكـر عـلـيـنـا*** مـا داعـا لله داع
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1194)، ومسلم رقم (1399).