×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

 وبعضهم يروي هذا عند مقدمه مهاجرًا، وهو وهم ؛ لأن ثنيات الوداع من ناحية الشام. فلما أشرف على المدينة قال: «هَذِهِ طَابَةُ» ([1]).

وقال: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» ([2]). فلما دخل، بدأ بالمسجد، فصلى فيه ركعتين،

*****

قوله: «طلع البدر علينا»؛ يعنون به الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله: «من ثنيات»؛ الطريق التي يذهب إلى تبوك في جبل، لا يزال إلى الآن ثنية الوداع.

هذا وهم، الذي يقول: إن هذا المشهد وهذه الأبيات عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا من مكة، هذا وهم وغلط؛ لأن ثنية الوداع ليست على طريق مكة؛ وإنما هي على طريق الشام.

المدينة كانت في الجاهلية تسمى يثرب، فسماها الله جل وعلا المدينة، وسماها النبي صلى الله عليه وسلم طيبة وطابة، فهذا اسمها في الإسلام.

جاء في الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد، فقال: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ».

لما دخل المدينة، لم يذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته، بل بدأ بالمسجد، وهكذا يستحب للمسافر إذا قدم البلد؛ فإنه يصلي في المسجد قبل أن يذهب إلى بيته.


الشرح

([1])   أخرجه: البخاري رقم (4422)، ومسلم رقم (1392).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (4422)، ومسلم رقم (1392).