ثم جلس للناس ،
فجاءه المخلفون، يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً، فقبل
منهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى خالقهم.
*****
جلس للناس يستقبلهم،
ويأتي إليه المتخلفون عن الخروج معه يعتذرون، بقية المنافقين الذين لم يخرجوا
أرادوا أن يجملوا موقفهم، ويستروا فضيحتهم، فجاؤوا يعتذرون إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم. قال تعالى: ﴿يَعۡتَذِرُونَ
إِلَيۡكُمۡ إِذَا رَجَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡۚ قُل لَّا تَعۡتَذِرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ
لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ
وَرَسُولُهُۥ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [التوبة: 94]، ولكن
الرسول صلى الله عليه وسلم كريم لا يرد من جاءه معتذرًا، كريم الأخلاق صلى الله
عليه وسلم، فاستقبلهم، وسمع أعذارهم، ودعا لهم، هذا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم،
حسن تعامله حتى مع أعدائه.
يحلفون له أنهم لا
يقدرون على الخروج، وأنهم منعهم العذر.
قال تعالى: ﴿سَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ
لَكُمۡ إِذَا ٱنقَلَبۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ لِتُعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ فَأَعۡرِضُواْ
عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسٞۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ
يَكۡسِبُونَ ٩٥ يَحۡلِفُونَ
لَكُمۡ لِتَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡۖ فَإِن تَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَرۡضَىٰ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 95- 96].
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر للمسلمين، ولو كانوا منافقين، حتى نهاه الله، قال تعالى: ﴿ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 80]، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم،