×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الرابع

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٣ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ ٢٤ [البَقَرَة: 23-24].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

·         أما بعد:

﴿وَإِن كُنتُمۡ: أيها الناس.

﴿فِي رَيۡبٖ [البقرة: 23]: أي: شَكٍّ مما أنزلنا على عبدنا من القرآن، والسُّنة، والوحي الذي أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

أي: وإن كنتم في شك من صحة رسالته صلى الله عليه وسلم، وصحة ما جاء به، وصحة ما أُوحِي إليه من القرآن.

وفي هذا دليل على أن القرآن مُنزَّل من عند الله جل جلاله، وأنه ليس من كلام الرسول كما يقول المشركون، قال تعالى: ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ [المدثر: 25]، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا [الفرقان: 5]، وقال تعالى ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٞۗ [النحل: 103] إلى غير ذلك من أقاويلهم التي يزعمون أن هذا القرآن ليس من عند الله، وإنما هو من كلام محمد، أو أنه أُملي عليه، أو عُلِّم إياه من البشر. أقاويل قالوها. 


الشرح