×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الثاني والثلاثون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٣ وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ١٥٤ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥  ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٧٥ [البقرة: 153- 157].

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّك بسنتِهِ إلى يوم الدِّين.

·        أما بعد:

فهذه الآياتُ الكريمة جاءت بعد الآيات التي ذكر الله فيها نعمته على المؤمنين في توجيههم إلى استقبال الكعبة المشرَّفة في صلواتهم، هذه نعمة عظيمة، وكذلك ما أنعم الله به عليهم مِنْ إرسال محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ١٥١  فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ١٥٢ [البقرة: 151، 152].

أمر الله سبحانه وتعالى بشكره عند النِّعم، ثمَّ ذكر هذه الآيات عند حلول النِّقم والمصائب، وعلى المسلم الصَّبر والاحتساب، فالمؤمن يشكر عند النِّعمة، ويصبر عند النِّقمة، وهو مأجورٌ في كلا الحالتين، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأَِمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَِحَدٍ 


الشرح