×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الثالث والثلاثون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ١٥٨ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ ١٥٩ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٦٠ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١٦١ خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ١٦٢ [البقرة: 158-162].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبده ورسولِهِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ [البقرة: 158]، الصفا في اللغة: هو الحجر الأملس الصُّلب، والمراد به هنا: طرف جبل أبي قُبَيس، والمروة كذلك يراد بها: الحجارة الصُّلبة، والمراد بها هنا: طرف جبل قُعَيقعان؛ وذلك لأن البيت يقع بين هذين الجبلين اللذين يقال لهما: الأخشبان؛ جبل المروة وجبل الصفا، يقال لهما: الأخشبان. والمسجد الحرام يقع بينهما، بين الجبلين في الوادي، هذا هو الصفا والمروة.

قال الله تعالى: ﴿مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ [البقرة: 158]. الشعائر: جمع شعيرة، وهي العلامة، فالصفا والمروة مِنْ شعائر الله، أي: مِنْ علامات 


الشرح