×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الثامن

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ٣٦ فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ٣٧ قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩ [البقرة: 35- 39].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿وَقُلۡنَا [البقرة: 35]: هذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وأنه يتكلم ويقول.

وهذه عقيدة أهل السُّنة والجماعة كما جاء في القرآن وكما جاء في الأحاديث، أن الله عز وجل موصوف بأنه يتكلم وأنه يقول، وكلامه من صفاته الفعلية، يتكلم سبحانه وتعالى متى شاء، ويقول ما شاء، ومن ذلك خطابه لآدم - أبينا آدم عليه السلام - فقال قولاً سمعه آدم عليه السلام، فآدم عليه السلام كَلَّمه الله، فهو نبيٌّ مُكلَّم كما جاء في الحديث([1]).


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد رقم (22288)، والطبراني في الكبير رقم (7871).