فقوله:
﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ﴾
[البقرة: 35]: هذا تشريف لآدم عليه السلام، أن الله كلَّمه، وقال له:
﴿ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ﴾
[البقرة: 35]: أكرمه الله عز وجل بهذه الكرامة.
﴿ۡكُنۡ أَنتَ﴾: والسُّكنى هي الاستقرار في الجنة،
وليس مجرد مرور بها أو نظر إليها، وإنما هي سُكنى ارتياح وتَنَعُّم. وهذا إكرام
لآدم عليه السلام.
﴿وَزَوۡجُكَ﴾
[البقرة: 35]: هذا أيضًا زيادة إكرام لآدم عليه السلام، أن الله جل جلاله أسكن معه
زوجته حواء في الجنة؛ ليسكن إليها، وليطمئن بوجودها معه، فالرجل ليس له غُنْيَة عن
الزوجة، فالزوجة نعمة من الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا
لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وقال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم
مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ﴾
[الأعراف: 189].
فالحكمة
من التزاوج بين الرجل والمرأة حصول السكن والراحة، كل منهما يرتاح مع الآخر،
ويطمئن مع الآخر، وهذا من نعمة الله على عباده، وحواء خلقها الله من آدم عليه
السلام، كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ
مِنۡهَا زَوۡجَهَا﴾ [النساء: 1].
وفي
آية الأعراف، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا
زَوۡجَهَا﴾ [الأعراف: 189].
وقد جاء في الحديث أن حواء خُلقت من ضلع آدم الأيسر، قال صلى الله عليه وسلم في المرأة: «إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عَوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا»([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3331)، ومسلم رقم (1468).