والله
سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، يخلق ما يشاء، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول
له: كن فيكون.
خَلَق
آدم عليه السلام بلا ذَكَرٍ ولا أنثى من تراب، وخَلَق حواء من ذَكَرٍ بلا أنثى،
وخَلَق عيسى عليه السلام من أنثى بلا ذَكَر، وخَلَق سائر الخلق من ذَكَرٍ وأنثى،
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا
وَقَبَآئِلَِ﴾ [الحجرات:
13].
فالله
عز وجل على كل شيءٍ قدير، يخلق ما يشاء، ولا يُعجزه شيء، إنما أمره إذا أراد شيئًا
أن يقول له: كن فيكون.
ففي
قوله جل جلاله: ﴿ٱسۡكُنۡ
أَنتَ وَزَوۡجُكَ﴾ [البقرة: 35] إكرام لآدم عليه
السلام، أن الله جعل معه زوجته تسكن معه في الجنة، ومَنَّ على بني آدم أيضًا
بالزوجات.
والغرض
من التزاوج هو السكن والارتياح بين الزوجين، ليس
الغرض مجرد الشهوة وقضاء الوطر فقط، نعم، هذا غرض، وهو غرض جليل، لكن من الحِكَم
العظيمة أيضًا السكن بين الزوجين والطُّمأنينة، وحصول الإنجاب والتعاون على تكوين
الأسرة التي يتكون منها المجتمع.
فالذين
يريدون الآن أن يُخرجوا النساء من البيوت إلى الأعمال الشاقة وأعمال الرجال،
ويَحرموا أزواجهن من السكن إليهن، هؤلاء عاكسون الفطرة التي فَطَر الله الناس
عليها.
وأيضًا: هم يُعَرِّضون النساء للضياع والخطر، ما خُلقت المرأة لهذا، المرأة خُلقت للزواج، وتربية الأبناء، والقيام بأعمال البيت، والسكن في البيت، قال تعالى: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]، وهي راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، فإذا تخلَّت عن رعيَّتها وخرجت، فهي مسئولة أمام الله سبحانه وتعالى، لماذا ضيَّعت رعيَّتها؟!