×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس العِشرون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٠٩ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ١١٠ [البقرة: 109، 110].  

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ هذا من جملة ما ذَكَر الله من مكائد اليهود والنصارى نحو العالم عامة، ونحو المسلمين خاصة؛ لأن أكبر عدو لهم وأكبر من يقف في وجوههم هم المسلمون.

ولذلك تمنَّوا وودوا أن المسلمين يرتدُّون عن الإسلام؛ لأنهم يعلمون أن الإسلام هو قوة المسلمين، فهم يودون بكل قلوبهم أن المسلمين يتخلَّون عن الإسلام حتى يتخلصوا من هذا العدو الواقف في وجوههم.

ولكن هذا من باب المستحيل، فالمسلمون لن يتخلَّوا عن الإسلام -والحمد لله- مهما فَعَل اليهود والنصارى من المكائد والحيل، فالإسلام باقٍ ومنصور بإذن الله.


الشرح