الدرس التاسع والعشرون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِۧمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٣٥ قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا
وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ
وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ
لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ١٣٦ فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ
وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ
وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ١٣٧ صِبۡغَةَ ٱللَّهِ
وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ ١٣٨﴾
[البقرة: 135- 138].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلّّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه
وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فيقول
الله سبحانه وتعالى في سياق الرد على اليهود والنصارى في دعواهم الباطلة، وأنهم
اختُصُّوا بالقرب مِنَ الله سبحانه وتعالى، وأن دينهم هو الدين الصحيح، حتى قالوا
للمسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ﴾
[البقرة: 135]، أي: اتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم واتبعوا دين اليهود،
فاليهود يقولون: اتبعوا ديننا. والنصارى يقولون: اتبعوا دين النصارى. فأصبحت
المسألةُ عصبية، ليست دينًا، وإنما عصبية وعنصرية، وقد ردَّ الله تعالى عليهم
بقوله: ﴿بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِۧمَ
حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾
[البقرة: 135]. فنحن وأنتم نتبع ملة إبراهيم عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام ما
كان يهوديًّا ولا نصرانيًّا؛
الصفحة 1 / 533