الدرس السادس والعشرون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا
يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ ١٢٤ وَإِذۡ
جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ
إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن
طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ١٢٥﴾ [البقرة: 124، 125].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبدِه ورسولِه نبيِّنَا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فلما
ذكر الله سبحانه وتعالى - فيما سبق - أحوال بني إسرائيل، وتعنتاتهم على أنبيائهم
وعلى نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وذكَّرهم بنعمته عليهم، وأمرهم بشكر نعمه
والقيام بحقها، وأعظمُ ذلك اتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله
اللهُ إلى الناس كافةً بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
ذكَّر
الجميع مِنْ بني إسرائيل وغيرِهِم مِنَ العرب وغيرهم، ذكَّرهم بنعمةٍ عظيمةٍ جعلها
الله على يد إبراهيم عليه السلام الذي ينتسبون إليه؛ فإنَّ بني إسرائيل ينتسبون
إلى إبراهيم عليه السلام، وكذلك بنو إسماعيل - وهم العرب - ينتسبون أيضًا إلى
إبراهيم عليه السلام، فالكلُّ مِنْ ذرِّيَّة إبراهيم عليه السلام، هؤلاء مِنْ
ذرِّيَّة إسحاق وهؤلاء مِنْ ذرِّيَّة أخيه إسماعيل، وإبراهيم هو أبوهم.
فالواجب عليهم أن يتَّبعوا ملَّة إبراهيم عليه السلام التي جاءت بها الأنبياء مِنْ بعده، خصوصًا خاتمَ الأنبياء محمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ جميع الأنبياء مِنْ بعد إبراهيم عليه السلام كلّهم مِنْ ذرِّيَّته، وكلّهم أمروا جميعًا باتِّباع ملة إبراهيم عليه السلام.
الصفحة 1 / 533