الدرس الواحد والثلاثون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ ١٤٧ وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ
هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ
بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٤٨ وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ
وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ١٤٩ وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ
وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي
وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٥٠ كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ
عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ
وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ١٥١ فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا
تَكۡفُرُونِ ١٥٢﴾
[البقرة: 147- 152].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبدِه ورسولِه نبيِّنا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فهذه
الآياتُ في سياق تحويل القبلة مِنْ بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فهي في سياق
الآيات التي قبلها.
والله
سبحانه وتعالى ذكر هذه الآياتِ العظيمةَ في هذه المسألة وهذا الحدث العظيم؛ لأنه
أحدث عند الناس بلبلة، أحدث عند الناس تساؤلات وتشكيكات مِنْ قِبَل المنافقين
والكفار والمشركين. أما أهل الإيمان الراسخ فهؤلاء لم يحدث عندهم أي إشكال؛ لأن
الأمر أمرُ الله سبحانه وتعالى، وهم عباد الله، فهم يتوجهون حيث وجههم الله، هذا
هو الإيمان،
الصفحة 1 / 533