الدرس الخامس
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ
لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا
مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ
بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 25].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فهذه
طريقة من طرق القرآن الكريم، أنه إذا ذكر الوعيد ذكر بعده الوعد، وإذا ذكر النار
ذكر بعدها الجنة؛ من أجل أن يكون المسلم بين الخوف والرجاء، لا يكون خائفًا فقط
حتى يقنط من رحمة الله، ولا يكون راجيًا حتى يأمن من مكر الله عز وجل، بل المؤمن
يكون بين الخوف والرجاء، يرجو رحمة الله، ويخاف عذاب الله عز وجل.
فقوله
تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾أي:
أَخْبِرهم خبرًا سارًّا. فالبشرى هي الخبر السار يَظهر أثره على البَشَرة.
فالإنسان إذا فرح استنار وجهه، وظهر الفرح والسرور عليه، استنار وجهه وابتسم وضحك
وانبسط.
وإذا
حَزِن أو خاف ظهر ذلك على بَشَرته، فيَسْوَدُّ وجهه، ويظهر عليه الانقباض.
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾:
هذه هي الصفة التي لا تُنال هذه البشرى إلا بها.
الصفحة 1 / 533