×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الرابع والعشرون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ ١١٨ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ ١١٩ وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ ١٢٠ [البقرة: 118- 120].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فيقول الله جل وعلا عن المشركين لما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وأخبرهم أنه رسول الله إليهم، وهم ﴿لَا يَعۡلَمُونَ [البقرة: 118]: أي ليس لهم كتاب قبل هذا القرآن، قالوا: ﴿لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ [البقرة: 118] هذا تَعَنُّت منهم، فـ ﴿لَوۡلَا بمعنى «هَلاَّ».

يطلبون من الله ويقولون للرسول: لا نؤمن بك ولا نُصَدِّقك حتى يكلمنا الله. أي: يُكلِّم كلَّ واحد من الكفار ويقول له: أنا أرسلت إليك محمدًا فأَطِعه.

وهذا من باب التكبر والعناد، والعياذ بالله؛ لأنهم يقولون: أنت بشر مثلنا، فلماذا لا يكلمنا الله ويوحي إلينا كما كلَّمك وكما أوحى إليك، ونحن كلنا بشر؟!


الشرح