الدرس التاسع عشر
قال
الله سبحانه وتعالى في سياق الآيات التي يَرُد بها على اليهود، قال تعالى:
﴿مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ
أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ١٠٦ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ
وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ ١٠٧ أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسَۡٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ
مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ
سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ ١٠٨﴾ [البقرة: 106- 108].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فالله
سبحانه وتعالى من حكمته ورحمته بعباده؛ جرت سُنته سبحانه في أنه يُشَرِّع لكل أمة
ولكل جيل ولكل رسول من الرسل ما يناسب أمته في وقتهم، ثم يَنسخ الله عز وجل شريعة
ذلك الرسول بشريعة أخرى يَبعث بها رسولاً آخر إلى قوم آخرين. أو يُشَرِّع للأمة
الواحدة بعض الأحكام في وقت، ثم يَنسخ ذلك في وقت آخر؛ لأن الناس والأمم والأزمنة
والأمكنة تختلف.
فمن
حكمة الله عز وجل أنه يُشَرِّع لعباده ما يناسبهم في كل زمان وفي كل مكان.
فكان
من حكمته سبحانه أنه يُشَرِّع لكل أمة ولكل رسول ما يناسب في ذلك الوقت، ثم ينسخه
في وقت آخر، كما قال عز وجل: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ
شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾
[المائدة: 48].
الصفحة 1 / 533