الدرس الثاني عشر
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ
مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا
عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ٧٥ وَإِذَا
لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ
إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ
لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ٧٦ أَوَ لَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ
وَمَا يُعۡلِنُونَ ٧٧ وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا
يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ ٧٨ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا
قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا
يَكۡسِبُونَ ٧٩﴾ [البقرة:
75- 79].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فهذه
الآيات ذكرها الله سبحانه وتعالى خطابًا للمؤمنين من هذه الأمة أمة محمد صلى الله
عليه وسلم ليقطع فيها طمعهم من أهل الكتاب أن يؤمنوا بنبيهم وبكتابهم القرآن
العظيم.
وذلك لأن الله سبحانه وتعالى عاقب أهل الكتاب بقسوة قلوبهم، فلا يتأثرون بالمواعظ ولا ينتفعون بالذكر، فهم لم ينتفعوا بكتابهم الذي أنزله الله على نبيهم موسى عليه السلام، وهو التوراة، فكيف ينتفعون بالقرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم ؟! لأنه لا ينتفع بكتاب الله إلا من لان قلبه وخشع لرب العالمين وتدبر كتاب الله.
الصفحة 1 / 533