×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الثلاثون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٤٣ قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ ١٤٤ [البقرة: 143، 144].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا [البقرة: 143] الخطاب لهذه الأمة؛ أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا شرفٌ لها أن الله جل وعلا يخاطبها، فقوله: ﴿وَكَذَٰلِكَ، أي: كما تفضلنا عليكم وشرفناكم ببعثة هذا الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإنزالِ هذا القرآنِ، وجعلنا قبلتكم قبلة إبراهيم وهي الكعبة المشرفة.

مثل هذه الفضائل العظيمة التي منحها الله هذه الأمة، مثلها أن الله جعلها أمةً وسطًا.

والوسط في اللغة: ما كان بين طرفين، هذا هو الوسط.

وأما الوسط في الشرع فالمراد به: العدل الخيار، فالله جعل هذه


الشرح