الدرس الثاني والعِشرون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا
ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن
يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
عَذَابٌ عَظِيمٞ ۖ﴾ [البقرة: 114].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
فقوله
تعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ﴾
أي لا أحد أشد ظلمًا.
﴿مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ﴾:
لا أحد أشد ظلمًا ممن منع مساجد الله.
وهذا
بعد الشرك؛ لأن الشرك هو أعظم الظلم، ولا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، مَنَع عباد
الله أن يعبدوا الله عز وجل في المساجد التي هي بيوته.
قيل:
هذا يراد به ما حصل من المجوس في عهد بُخْتَنَصَّر لما غزا بيت المقدس بإغراء من
النصارى، غزا بيت المقدس واستولى عليه وخربه ودمره، وألقى فيه الزبالات، ورَبَط
فيه الحَمير والبغال، وهدمه.
وقيل:
المراد ما حصل من أبرهة ملك الحبشة، لما غزا الكعبة بالفيل يريد هدمها، فرَدَّ
الله كيده في نحره، وحمى بيته، وأرسل عليه وعلى قومه طيرًا أبابيل ترميهم بحجارةٍ
من سجيل.
وقيل: نزلت في المشركين على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لمَّا صَدُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية، لمَّا جاءوا معتمرين، ردُّوهم ومنعوهم
الصفحة 1 / 533