من
أداء عمرتهم، ومن دخول المسجد الحرام، وأنزل الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [الأنفال: 34].
قال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ
لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ
بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ﴾ [الحج: 25].
فالمشركون
صَدُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن المسجد الحرام، مع أن ولاية
المسجد الحرام إنما هي لأهل الإيمان، وليست للكفار، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ
وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 34].
والآية
عامة في كل هذا، فكل مَن صَد الناس عن المساجد في أي زمان وأي مكان،
فهو داخل في هذا. وهذا هو الصحيح، أنها عامة، تعم كلَّ ما حصل، تشمل كل من منع
المساجد، وأغلق المساجد، ومنع المسلمين من دخولها.
فهناك
في عهدنا الحاضر مَن يَمنعون من الذَّهاب إلى المساجد، ويغلقون المساجد، كما حصل
في الاتحاد السوفييتي وفي غيره.
حتى
في بلاد المسلمين!! لما تَغَلَّب الجبابرة على المسلمين صاروا يتابعون الذين
يذهبون إلى المساجد، ويُنكِّلون بهم، مَن رأوه يذهب إلى المسجد أخذوه إلى السجن،
ومنعوه من أن يصلي في المسجد، ومنعوا إقامة الدروس في المساجد، ومنعوا ذكر الله في
المساجد!!
فالآية عامة: تتناول كل من صنع هذا الصنيع، وكما يقول أهل العلم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.