×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس العاشر

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِ‍ِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٦٣ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٤ وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِ‍ِٔينَ ٦٥ فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ٦٦ [البقرة: 62-66].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فلما ذَكَر الله سبحانه وتعالى عن أهل الكتاب بعض مخالفتهم لأنبيائهم، وتمردهم على أوامره؛ ذَكَر في هذه الآيات أن الذين تميزوا من أهل الكتاب بالعمل واتباع الأنبياء، أنهم لا ينالهم هذا الذم الذي سبق في الآيات التي قبل هذه.

وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى، أنه لا يظلم أحدًا، ولا يأتي الحكم عامًّا لجميع الناس، بل إن الله يستثني من لا يتناولهم الذم ولا يتناولهم الحكم.

فأهل الكتاب ليسوا كلهم على ضلال، بل منهم مَن آمن بالله ورسله واستقام على دين الله، فهؤلاء لا يبخسهم الله حقهم. وإنما الذمُّ واللوم على من خالف كتاب الله وعصى رسله. 


الشرح