ولهذا
قال سبحانه وتعالى: ﴿لَيۡسُواْ
سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١١٤﴾ [آل عمران:
113-114].
وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ
مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ
ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [آل عمران: 199].
والله
لا يظلم أحدًا، ولا ينقصه عمله، بل يوفي المحسنين أجورهم من أي أمة كانوا من
الأمم.
قال
سبحانه: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [البقرة: 62]:
الإيمان
في اللغة: التصديق الذي معه ائتمان واطمئنان.
أما
الإيمان في الشرع، فهو كما عَرَّفه أهل السنة والجماعة: قول
باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية، كما دلَّ
عليه الكتاب والسنة.
وليس
الإيمان كما يقول المرجئة - على اختلاف فِرَقهم - مجرد المعرفة بالقلب كما تقوله
الجهمية.
ولو
كان كذلك لكان إبليس مؤمنًا؛ لأنه يعرف ربه سبحانه وتعالى.
ولو
كان كذلك لكان فرعون مؤمنًا؛ لأن الله أخبر عن موسى عليه السلام أنه قال لفرعون: ﴿لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ
هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ﴾ [الإسراء:
102].
ففرعون يعرف الله بقلبه، ويعرف أن موسى عليه السلام صادق، ويعرف أن هذه الآيات معجزات جاءت من عند الله. يعرف هذا كله، ولكنه يكابر ويجحد في الظاهر استكبارًا وتمردًا.