×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الدرس الخامس والعِشرون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ١٢١ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٢٢ وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ١٢٣ [البقرة: 121- 123].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

فقوله جل وعلا: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ [البقرة: 121] المراد بهم هذه الأمة. والمراد بالكتاب: القرآن.

وقيل: المراد بـ ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ [البقرة: 121] كل الأمم التي أنزل الله عليها كتابًا؛ كاليهود والنصارى، وهذه الأمة. فالآية عامة، والكتاب عامٌّ.

لكنَّ القول الأرجح والمشهور القول الأول، أن المراد بالكتاب: القرآنُ، كما قال سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [فاطر: 32].

ولا شك أن الذين آتاهم الله الكتاب ولا سيما القرآن؛ قد أنعم الله عليهم نعمة عظيمة؛ لأن الكتاب هداية وتبصير للناس ونور، وحُكْم بينهم فيما اختلفوا فيه، يحل مشاكلهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم!!


الشرح