والإيمان
-كما عَرَّفه أهل السُّنة والجماعة-: قول باللسان، واعتقاد في
القلب، وعملٌ بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية.
قول
باللسان: بأن ينطق بالشهادتين وبذكر الله عز وجل؛ من تسبيح
وتهليل وتحميد وتكبير، ودعوة إلى الله، وأَمْر بالمعروف ونَهْي عن المنكر... وغير
ذلك.
واعتقاد
في القلب: بأن يعتقد ما ينطق به لسانه.
ولا
بد من العمل والالتزام: فيأتي بالطاعات ويتجنب المعاصي.
لا
بد من اجتماع هذه الأمور: النطق باللسان، والاعتقاد في
القلب، والعمل بالجوارح.
ولهذا
قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ [البقرة:
25] قال: ﴿وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾، فلا يترك الأعمال، كما يحصل من بعض المغرورين، يقول: «يَكفي
أن أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله» ثم لا يبالي بالأوامر
والنواهي.
وقوله
تعالى: ﴿أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ﴾ [البقرة:
25]: ﴿أَنَّ لَهُمۡ﴾:
مَلَّكهم الله إياها، لا ينافسهم ولا ينازعهم فيها أحد. و ﴿جَنَّٰتٖ﴾: جمع جَنَّة. والجنة في اللغة: هي
البستان الملتف بالأشجار والخضرة، كما قال تعالى: ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ
وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ﴾ [الرعد: 4] فالنخيل والأعناب والأشجار في
الدنيا تسمى جنة.
﴿أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ﴾ [البقرة:
25]: لا يَعلم حصرها إلا الله سبحانه وتعالى، فالواحد من أهل الجنة يسير في مِلكه
مئة عام. وأيضًا: هم درجات بعضها فوق بعض، بحَسَب أعمالهم، كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ