×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

والإيمان -كما عَرَّفه أهل السُّنة والجماعة-: قول باللسان، واعتقاد في القلب، وعملٌ بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية.

قول باللسان: بأن ينطق بالشهادتين وبذكر الله عز وجل؛ من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير، ودعوة إلى الله، وأَمْر بالمعروف ونَهْي عن المنكر... وغير ذلك.

واعتقاد في القلب: بأن يعتقد ما ينطق به لسانه.

ولا بد من العمل والالتزام: فيأتي بالطاعات ويتجنب المعاصي.

لا بد من اجتماع هذه الأمور: النطق باللسان، والاعتقاد في القلب، والعمل بالجوارح.

ولهذا قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [البقرة: 25] قال: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ، فلا يترك الأعمال، كما يحصل من بعض المغرورين، يقول: «يَكفي أن أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله» ثم لا يبالي بالأوامر والنواهي.

وقوله تعالى: ﴿أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ [البقرة: 25]: ﴿أَنَّ لَهُمۡ: مَلَّكهم الله إياها، لا ينافسهم ولا ينازعهم فيها أحد. و ﴿جَنَّٰتٖ: جمع جَنَّة. والجنة في اللغة: هي البستان الملتف بالأشجار والخضرة، كما قال تعالى: ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ [الرعد: 4] فالنخيل والأعناب والأشجار في الدنيا تسمى جنة.

﴿أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ [البقرة: 25]: لا يَعلم حصرها إلا الله سبحانه وتعالى، فالواحد من أهل الجنة يسير في مِلكه مئة عام. وأيضًا: هم درجات بعضها فوق بعض، بحَسَب أعمالهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ


الشرح