أما
مجرد أن الزوج وزوجته يجتمعان في البيت للمبيت فقط، مثل العزاب، الذين يجتمعون في
العُزوبة ويتفرقون إلى الأعمال، فهذا ينافي الفطرة التي فُطِر الناس عليها، هذه
الفطرة هي أن المرأة تبقى في البيت، وتعمل في البيت، وتقوم بأعمال البيت، وتربية
الأولاد. والرجل يخرج للكَدِّ والكسب، وطلب الرزق، وينفق على زوجته وعلى أولاده.
ولا تنظم الأمور إلا بهذا، ولا تقوم الأسر إلا على هذا الشيء.
·
وهذه من الكرامات التي أُكْرِم بها آدم عليه
السلام:
الكرامة
الأولى: أن الله جل جلاله خلقه عليه السلام بيده.
الكرامة
الثانية: أن الله سبحانه وتعالى عَلَّمه الأسماء كلها، وفَضَّله
بالعلم، وأظهر فضله عند الملائكة.
الكرامة
الثالثة: أن الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة بالسجود له.
الكرامة
الرابعة: أن الله عز وجل أسكنه وزوجه الجنة.
ما
حصل من آدم عليه السلام من المخالفة بسبب عدوِّه، وما انتهى إليه أمره قال الله
لهما: ﴿وَلَا
تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ﴾ [البقرة: 35]: شجرة عَيَّنها الله
لهما، فقال: ﴿هَٰذِهِ﴾،
ولكن نحن لا نعلمها، ولم يُبين لنا الله ما هي هذه الشجرة؛ لأنه لا مصلحة لنا في
ذلك، أما آدم عليه السلام وحواء فهما يعرفان الشجرة بعينها.
وانظر إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا﴾ [البقرة: 35] ما قال: ولا تأكلا من هذه الشجرة. بل قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا﴾، والنهي عن قربان الشيء نَهْي عنه وعن أسبابه ووسائله، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾ [الإسراء: 32]، لم يقل: ولا تزنوا. بل قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾يعني: تجنبوا الأسباب التي توصل إلى الزنا: من النظر المحرم، والمخالطة، والمماسة،