والخَلْوة،
والسفر بدون مَحْرَم... وغير ذلك. كل هذه أسباب للزنى. فالله عز وجل نهى عن أسباب
المحرَّم، فكيف بالمحرَّم نفسه؟ يكون أشد.
﴿فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[البقرة: 35]: إذا خالفتما هذا النهي وأكلتما من هذه الشجرة، كنتما من
الظالمين، والظلم محرم. وهذا يدل على أن النهي للتحريم، وأن من ارتكب المنهي عنه
فهو ظالم لنفسه، يظلمها إذ عَرَّضها لغضب الله، وعقوبته، ووَضَعها فيما يضرها.
·
كيد إبليس لآدم عليه السلام
﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا
فِيهِۖ﴾ [البقرة: 36]: أي أوقعهما في الزلل من أجل إخراجهما من
الجنة.
﴿مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾: ﴿فِيهِۖ﴾: من
الجنة. وأزلهما: أي حاول إخراجهما منها. وقيل: ﴿مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾ [البقرة:
36] من النعيم.
﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾
[البقرة: 36] من الزلل وهو الخطأ، أي: حَمَلهما على الزلل والخطأ.
هنا
أَجْمَلَ الله سبحانه وتعالى الإزلال، لكنه فَصَّله في آيات أخرى، في أن الشيطان
قال: ﴿مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن
تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ﴾ [الأعراف:
20]. أي: الله أراد أن يحرمكما من المُلْك ومن الخلود، ولو أكلتما من هذه الشجرة
لحصلتم على ذلك.
فالشيطان لا يقول لك: اعصِ الله أو افعل المحرم. بل يجيئك بتزيين وتلبيس، يزين لك الشيء ويُحَسِّنه في نظرك؛ لأنه لو قال للمسلم: «اعصِ الله» لقال المسلم: «لا». أو قال: «افعل المحرَّم» لقال المسلم: «لا». لكن إذا جاء بالتزيين والتزوير وحَسَّن له ذلك؛ فإنه قد يطاوعه.