وقال
كما في الآية الأخرى﴿هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ﴾
[طه: 120].
هذه
طريقة الشيطان مع آدم عليه السلام وذريته، أنه يزين القبيح في أنظارهم.
وحَلَف
لهما، قال تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَآ
إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف:
21]؛ لأن المسلم إذا حُلف له طمأنه الحلف. فهو حَلَف لهما.
وهذه
طريقة الشيطان وأتباعه، أنهم يزينون القبائح بالأيمان الكاذبة، قال تعالى: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ
قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ﴾ [المنافقون:
1- 2]: أي سُتْرة، ﴿فَصَدُّواْ
عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾ [المنافقون: 1، 2]. وقال
تعالى: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ﴾ [القلم:
10]: ﴿حَلَّافٖ﴾كثير
الحلف. وما كلُّ مَن حلف يكون صادقًا.
فأكلا
من الشجرة، وانخدعا بهذه المغريات التي عَرَضها عليهما الشيطان.
فلما
وقعا في الخطيئة وارتكبا ما نُهيا عنه، ناداهما ربهما لطفًا منه سبحانه وتعالى
بهما، ولم يعاجلهما بالعقوبة.
وكلمة:
﴿رَبُّهُمَآ﴾ [الأعراف: 22] فيها عناية، فيها لطف من الله سبحانه
وتعالى.
﴿أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ﴾
[الأعراف: 22]، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأعراف: 19]. هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى، وتذكير
من الرب سبحانه وتعالى لهما، ﴿وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ﴾ [الأعراف: 22]. فكيف تنخدعون بالعدو؟!
وهذا فيه تعليم المسلم أنه لا ينخدع بالعدو مهما أظهر من الصداقة، ومهما أظهر من النصيحة، ولا يخدعك بمغرياته، سواءٌ كان من شياطين الجن أم من شياطين الإنس.