×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فلما حصلت الخطيئة، قال الله تعالى: ﴿ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ [البقرة: 38].

هذا دليل: على أن هذه الجنة في السماء؛ لأن الهبوط لا يكون إلا من علو، وليست في الأرض كما يقوله بعض الناس.

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ٱهۡبِطُواْهذا جمع، والمراد به: آدم عليه السلام وحواء وإبليس، ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ [البقرة: 36].

فإبليس وذريته أعداء لآدم عليه السلام وذريته، والعداوة مستمرة إلى يوم القيامة.

قال تعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ [البقرة: 36]. ﴿مُسۡتَقَرّٞ: قرار، تعيشون عليها مدة أعماركم. كما قال تعالى: ﴿مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ [طه: 55].

فقرار بني آدم وعيشهم وموتهم وبعثهم في الأرض. وهم يحاولون الآن الصعود إلى القمر وإلى المريخ لأجل السكن فيهما، وما جعل الله سُكنى بني آدم في الفضاء، بل جعلها في الأرض ولذلك فشلوا -والحمد لله-.

ثم قال تعالى: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ [البقرة: 37]. ﴿فَتَلَقَّىٰٓ: أي: عَلَّمه الله كلمات يقولها، فيتوب الله عليه، هذا من رحمته سبحانه وتعالى، حيث لم يغضب عليه ويهلكه، بل من لطفه به أنه ألهمه التوبة، وقَبِل منه توبته.

﴿كَلِمَٰتٖ [البقرة: 37]: ما هي هذه الكلمات؟ أصح الأقوال هي قوله: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الأعراف: 23].


الشرح