دينه
وشرعه؛ لأنهما يحدَّان المسعى الذي يسعى فيه المسلم، فالصفا حدُّه مِنْ جهة
البداية، والمروة حدُّ المسعى مِنْ جهة النهاية.
فهما
مِنْ شعائر الله، أي: مِنَ العلامات التي جعلها الله للسعي بدايةً ونهايةً، وإذا
كانا مِنْ شعائر الله فإنه يجب تعظيمهما واحترامهما، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾
[الحج: 32]، يقال: شعائر. ويقال: مشاعر. المشاعر فيها: عرفةُ ومزدلفةُ
ومنًى، هذه مشاعر للحج تقام فيها مناسك الحج.
الصفا
والمروةُ مشعران يقام بينهما السعي الذي هو عبادة لله سبحانه وتعالى، ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ﴾
[البقرة: 158]، أي: مِنْ علامات دينه؛ لأن الله شرع السعي بينهما عبادةً له سبحانه
وتعالى.
ثم
قال سبحانه: ﴿فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ
أَوِ ٱعۡتَمَرَ﴾ [البقرة: 158]، المراد بحج
البيت: قصده لله سبحانه وتعالى، هذا هو الحج: قصد البيت - وهو الكعبة - لأداء
المناسك؛ عبادةً لله سبحانه وتعالى، ﴿أَوِ
ٱعۡتَمَرَ﴾: العمرة في اللغة:
الزيارةُ، والمراد بها هنا زيارةُ البيت لأداء المناسك مِنْ طوافٍ وسعي وحلقٍ أو
تقصير. هذه هي العمرة؛ الزيارة، زيارة البيت لأجل أداءِ مناسك العمرة.
﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ﴾ [البقرة: 158]، الجناح: الإثم، أي: لا إثم عليه أن يطَّوَّف بهما، يعني: يسعى بين الصفا والمروة، فالسعيُ بينهما يسمى طوافًا، وإن كان المعروف أن الطواف يكون بالبيت، إلا أن السعيَ - أيضًا - بين الصفا والمروة يسمى طوافًا، بدليل هذه الآية، ﴿أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ﴾ [البقرة: 158] أي: يسعى بينهما، السعيُ بين الصفا والمروة ركنٌ مِنْ أركان الحج لا يتم الحجُّ إلا به، وكذلك هو ركنٌ مِنْ أركان العمرة، لا تتم العمرة إلا به.