كذلك مَن تسمَّى باسمِ الله، يعني: يُسمِّي
نفسَه ربَّ العالمين، أَوْ كما قال فِرْعَونُ: { أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ} [النازعات: 24] ، {مَا
عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي} [القصص: 38] ، ولفظُ الجلالةِ خاصٌّ باللهِ عز وجل ،
فلا يتسمَّى أَحَدٌ الرَّحْمَنَ، أَوِ اللهَ، أَوْ ربَّ العالمين، يمكن أَنْ يقول:
أَنَا ربُّ هذه السَّيَّارة، أَوْ ربُّ هذا الدَّار، يعني: صاحبُها، هذا لا بَأْسَ
به؛ لأَنَّه في شيءٍ مُقَيَّدٍ، أَمَّا أَنْ يقولَ: أَنَا الرَّبُّ، أَنَا ربُّ
العالمين - كما قال فِرْعَونُ - فهذا أَعْظمُ الشِّرْك.
ولهذا قال صلى الله عليه
وسلم : «إِنَّ أَخْنَعَ الأَسْمَاءِ
عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِشَاهَانِ شَاةً»، أي: مَلِكُ الملوكِ، واللهُ
جل وعلا هو ملكُ الملوكِ، فلا مانعَ أَنْ يُسمَّى مَلِكاً، لكنْ لا يُسمَّى مَلِكَ
الملوكِ، أَوْ قاضي القُضاة، فهذا لا يجوز؛ لأَنَّ قاضي القُضاة هو اللهُ تبارك
وتعالى ، لكنْ نقول: رَئِيْسُ القُضاةِ، أَوْ مديرُ القُضاة، فهذا لا إِشْكالَ
فيه.
***
الصفحة 7 / 375