ويزعمون أَنَّ الذي يُنْكِرُ البِدَعَ هو من
الخوارجِ، أَوْ من المتشدِّدين ... إِلَى آخِرِ ما يقولون، وإِذَا نُهُوا عن
الشرِّ قالوا للذي يَنْهَاهُمْ: أَنْتَ المُخْطِئُ، دَعِ النَّاسَ وما يعتقدونه،
وحُرِّيَّةُ الاعتقادِ مكفولةٌ للجميع، ونحوُ ذلك ممَّا يُرَوِّجُونَ له بين
الجُهَّالِ وعوامِّ النَّاس.
وهناك وجهٌ آخَرُ
لشرِّ البِدَعِ، وهو: «وفتنةُ
المُبْتَدِعِ في أَصْلِ الدِّين، وفتنةُ المُذْنِبِ في الشَّهْوة»، فالعاصي لا
يَشْرَعُ شيئًا في الدِّين، ولا يزيد في الدِّين.
وقولُه: «والمُبْتَدِعُ قد قَعَدَ للنَّاس على صِراطِ
اللهِ المستقيمِ يَصُدُّهُمْ عنه»، فالمُذْنِبُ يَخْجَلُ في نفسِه، وأَمَّا
المُبْتَدِعُ فيُجاهِرُ ويَرَى أَنَّه على حقٍّ، ويدعو النَّاسَ إِلَى بدعتِه.
***
الصفحة 7 / 375